الرأس المطنوخ

وصف جديد ينضم لقائمة الصفات الموصوفة ليّ .. واللي انتهت في مركز الطوارئ بصورة تذكارية لرأسي 🩻

رولا في تونس الخضراء بعمر الـ ٦ سنوات في حفلة لنانسي عجرم
رولا في تونس الخضراء بعمر الـ ٦ سنوات في حفلة لنانسي عجرم

قبل اسولف عن قصة هالصفة وما حدث بعدها اشارككم هالصورة بالأعلى صورتي في عمر 6 سنوات برحلة عائلية لتونس الخضراء , قبل السفر بيوم وفي جلسة عائلية تسللت للمطبخ وبدافع فضول غريب لمحت بريق الشاهي اللي كان فيه مرايا محدبة ومقعرة تكبر وتصغر وجهي في جهاته المتعددة

ظليت أحدق فيه واقترب شيئًا فشيئًا حتى حدثت الكارثة؛ احترقت جبهتي بشكل دائري ولأن رأس الإنسان هو واجهته بقيت هالحادثة عالقة بمخيّ دائمًا أو ممكن لأن الوالد قرر يصور هالسفرة ويصورني بوضعيات كثيرة ويحتفظ فيها بألبوم العائلة .

رولا بمعالم الجبهة المحروقة في لوبي فندق تونس بخلفية خيول بالصدفة
رولا بمعالم الجبهة المحروقة في لوبي فندق تونس بخلفية خيول بالصدفة

على مايبدو أن رولا الطفلة مثل ما أقول دائًما هي امتداد لما أنا عليه بأقل حدة مرات و مرات كثيرة بأكثر حدة لدرجة تصدمني

خلونا نتجاهل قصة الجبهة المحروقة، واسولف لكم شوي عن قصة الرأس المطنوخ اللي وصفتني فيه صديقتي بعالم الفروسية صيتة .

أحد ايام التدريب على الرمح السيف
أحد ايام التدريب على الرمح السيف

في يوم الخميس 19 فبراير بدأت ثاني دورة تدريبة لي في المهارات المصاحبة للفروسية واللي كان يسبقها بما يقارب الـ 3شهور دورة أخرى في مهارة الرماية بالقوس والسهم من ظهر الخيل 🏹 اللي شدينا الرحال لها من الرياض للشرقية عشان نتعلمها، وهالمرة ولحسن الحظ وبالتوافق مع أيام إجازة التأسيس شد الرحال إلينا أحد المدربين المتخصصين في رياضة التقاط الأوتاد بالرمح والسيف 🗡⚔️، فاستغلينا الفرصة و بدينا معه دورة مكثفة استمرت ثلاث أيام على أمتداد فترات النهار والمساء بشيء اشبه بالمعسكر التدريبي ، ٧ بنات مولعين بالخيل افطرنا وتغدينا وتعيشنا ونمنا وتعلمنا سوا والأحلى من كل هذا كنّا نصبح ونمسي على الخيول .

الدورة كانت رائعة بكل المقاييس، متعة أن تتعلم شيء جديد لذيذة فما بالك لو كانت بعالم الحركة وبشيء تحبه مثل مجال الفروسية هالمجال اللي من بديت دخولي له وأن مولعة أشد الولع فيه وكل مره يسحبني له بأشياء أكثر واعتقد أن جزء من ولعي به لما اجي أحلله أنه اعاد تعريفي لأشياء كثيرة وساعدني بالتخفف وكان مصاحب لي في ازمات متعددة من عمري وخلاني بجمل كليشيهية بس حقيقية أني أتعرف على نفسي .

فأ كتشفت أن بالرغم من كل هدوئي الخارجي إلا أنيّ انسان عنيد فعلى هالجانب اذكر مدربي ومعلمي الأول واللي من بعد الله هو اللي وصلني للمستوى اللي انا عليه بعالم الفروسية كان يقولي؛

أنك شجاعة على الرغم من كل العثرات والطيحات إلا أنك ترجعين تركبين
وشغوفة بالتعلم وتصحيح اخطائك وهو الشيء اللي يخليني اتحمس اعلمك ولا اخاف بأني اعطيك تحديات جديدة في هالمجال لإني متأ كدة أنك تقدرين تسوينها حتى لو اخطيتي

على الهامش رياضة الفروسية رياضة انتحارية أحيانًا فأنت حتمًا ممكن تطيح وتتعثر مليون مره حتى لو تمكنت بالكامل إلا أنك ممكن تجرب خيل جديد ويغدر فيك كأنه شخص بشري تجهله ولا تقدر تحسب خطواته .

إلتقاطات الرمح من على ظهر الخيل
إلتقاطات الرمح من على ظهر الخيل

انتهت الدورة وفي اليوم الأخير يوم السبت صحينا من الساعة ٦ الفجر تدربنا واستلمنا الشهادات وبجنون المهووسين بالخيل وركوبه قررنا نطلع مره ثانية بطلعة خيل خارجية وسط النفود .. الرحلة كانت بديعة سحاب وسرعة وشوي كرّ وفرّ والكثير من النشوة العارمة. إلا أنه ولأول مره أركب خيل عسيف ( بمعنى الخيل الصغير اللي يكون تحت التدريب ) و لأن رولا مستواها طيب على حد تعبير مدربين منظمين الرحلات الخارجية اخذت هالحصان الرائع و العسيف بس كان بمعيار عالي من التمكن والتوازن و لوهلة في نهاية الرحلة لفينا على السيارة المصاحبة لنا إلا وتنتابه نوبة هلع قوية على ما يبدو أول مره بحياته يحصل له هالشيء فبدأ يحاول ينزلني عشان يهرب وطحت للأسف طيحة كانت على رأسي . اسعفت بسرعة بالسيارة و كنت مفزوعة من الدم ومن الموقف لكن الشيء المجنون هنا واللي اقول دائمًا يصدمني بنفسي اني ماكنت خايفة على رأسي قد ماكنت خايفة من حبيّ للخيول فطوال ما رأسي ينزف وحملات الإسعافات ومحاولات لشرب العصفر كنت اقول لكل الموجودين أنا لازم اركب مره ثانية كان هالطلب متبوع بأني أعرف أن شعور الفزة من الطيحة والموقف لو دام أ كثر من ٢٤ ساعة ممكن وقعه يز يد في داخلي ويخلي عودتي للركوب مب مثل انسيابيتي المعتادة ، فباتت محاولات الجميع بأنهم يخلوني اتراجع بالفشل وبعد ساعة استسلموا واعطوني اركب واحد من الخيول المعروفة بكاريزمتها وقوتها بالميدان ( يعني خيل حارة نقدر نقول ) وبعد 5 جولات بها داخل الميدان طاح اللي براسي 😂

هنا مع البطل المغوار الحصان قوي البنيّة والطباع صاحب الكاريزما الفذة "فواز:
هنا مع البطل المغوار الحصان قوي البنيّة والطباع صاحب الكاريزما الفذة "فواز:

غادرنا المكان وتوجهت للطوارئ للاطمئنان على هالراس اللي قبل ما اركب سيارتي عطتني صيتة هدية عصبة لرأسي وقالت هذا: " لهالرأس المطنوخ " .

دام الطريق ساعة كان الراديو مقفل وكنت لحالي بالسيارة اشوف المارة المحتفلين بيوم التأسيس، عالقة بالزحام، البنات كل ١٠ د يتصلون " امورك طيبة ، للحين الطر يق تمام ؟ " ، وبين كل هالمشاهد كانت افكار كثيرة برأسي وش صار ، ليه طحت ،، الجانب السيء فيني كنت ألوم نفسي رغم اني عارفة أن عادي الواحد يطيح وكنت قلقلة على الجانب الثاني اللي اخذ حيز من تفكيري بعد بعد ما تطمنت على حبي للخيول بـ أمي وأبوي و اللي ما اعرف هل اقولهم الحين ولا انتظر لين كل الأمور تستقر .

طريق الطوارئ وسط زحام العاصمة الرياض
طريق الطوارئ وسط زحام العاصمة الرياض

وصلت الطوارئ الفحص الأوليّ اموره تمام، دخلت غرفة الأشعة والتقطوا صور عديدة لرأسي وبعد ٣ ساعات من هالعملية كانت كل الأمور طيبة ، والجروح الخفيفة وألم الصداع بياخذ وقته على مابال يخف .

لحظات انتظار نتائج اشعة الرأس
لحظات انتظار نتائج اشعة الرأس

الحمدلله أوًلا وأخًيرا أن ربيّ ألهمني قبل الركوب اتذكر أنيّ نسيت أقرأ اذكاري وقرأتها وحصنت نفسي قبل الركوب بدقائق، وعلى الرغم من أن هاليوم كان من الأيام القليلة اللي ركبت فيها الخيل بدون خوذة الحماية إلا أن حفظ ربي واحاطته كانت هي اللي مصاحبة لي طول اليوم، فالحمدلله من قبل وبعد. والله يديم حبيّ للخيل والفروسية بأقل الإصابات وبالكثير من التعلم والتمكن .

تمت

رولا عبدالرحمن
رولا عبدالرحمن