رمضان للاعتزال والترسيّة ⚓️
تدوينة بمثابة أوتوجراف محدث بشكل دوريّ على مدار ٣٠ يومًا من رمضان

كل عام وانتم بصحة طيبة ، وأعاننا الله على صيام هذا الشهر الكريم ❤️🌙والله يتقبل منّا ومنكم صالح الأعمال
هذه التدوينة ستكون محدثة باستمرار حتى أنتهاء رمضان 📝 للتجارب والتوصيات ولتجليات مشاعري واستدراكاتي

أول يوم رمضان - 28 فبراير | 2025
الساعة تشير لـ ٢ ظهرًا يوم السبت - أول يوم رمضان
ليلة البارحة كانت منهكة للغاية قطعت فيها ما يقارب 350 كم ذهابًا وأيابًا بين طريق الرياض ومحافظاتها جنوبًا ، والرياض ومكة غربًا لقيادة رحلة خيل خارجيّة كنت لأول مره اتولى مهام قيادتها وتوجيهها، جانب القيادة هذا دائمًا يصاحبني في العائلة وغيرها من تقاطعات الحياة كوني الفرد الأول بالعائلة أحبه مرات كثيرة لكن يؤرقني لأن يجعلني أنظر للأمور بعدسة مُكبرة للغاية، بمعنى أنني دائمًا اشعر بأن فكرة القيادة لابد أن تكون أعمق من فكرة التنظيم والتوجيه فحسب بل انها لابد أن تصل لقدر عالي من محاوطة ومراعاة مشاعر من هم تحت قيادتك، تحاول أن تنزل لمستوى فهمهم و تسمعهم بتأني وانصات ، تتطمن عن احوالهم بين الحين والآخر وكأنهم رعيتك المسؤول عنهم أمام الله. أحيانًا هذي الصفات اجدها مفقودة بمن أكون تحت قيادتهم في ظروف متعددة بحياتي وهو ما يجعلني اخشى على نفسي وعلى من هم تحت قيادتي عندما تفرض ظروف الحياة أن اكون انا في محل القيادة، ويتعمق في داخلي هذا القلق رغم كل ما أحاول أن ابذله لكسر هذه الصورة المغلوطة . لكنني الحمدللة بعد رحلة خيل وتوجيه دامت ساعة ونصف تكللت بأمسمي المتبوع بـ " كوتش رولا " في نهاية اليوم عبر لي من كانوا معيّ برحلة الخيل أنهم كانوا راضين وأنني أملك حس عالي من طولة البال والتأني وحسن الخلق فاستطعت بهذه الكلمات البسيطة أن اهدئ آرقي واطمئن وأبدأ خط سفر امتد ساعة ونصف لقضاء ليلة رمضان بين عائلتي في بيت جدتي تحديدًا ( الذي اكتب فيه هذه التدوينة الآن من خيمتها الصغيرة بالحوش اللي صممناها أنا وهي قبل سنتين من اليوم )

على الرغم من كثافة اليوم السابق وكثافة كامل الأسبوع الماضي إلا أنني ولأسابيع كانت تراودني فكرة العزلة أن اعتزل بالمعنى الإيجابي لمعاودة شحن بطاريتي 🔋 وفهم نفسي، العجيب بالموضوع أنني بالمصادفة وخلال هذه الفترة كنت وما زلت أعمل على محتوى علمي يتعلق بهذا الشأن " كيف يستطيع الإنسان أن يعتزل عزلةً بناءة تعيد شحن بطاريته موازنًا حقه بالاعتزال وتسارع عالم اليوم " فتوازي هذان الأمران جعلني اعزم على جعل رمضان هذه السنة مختلفًا وأوطد فيه علاقتي مع نفسي بشكل أعمق وأكثر روحانيةً، ولأن التدوين هو الأمر الذي يجعلني أدون وأعبر بشكل صادق عن ما يجول بذهني قررت أن اجعل هذه التدوينة بمثابة المذكرات اليومية المحدثة باستمرار لتوثيق هذه الرحلة وتجلياتها في داخلي .
نكمل بإذن الله في يوم آخر من أيام رمضان المباركة ❤️ ..
تسع سنوات عيشة بالرياض ، سنة أولى قيادة
على ما يبدو أن أيام العمل الأولى في رمضان تبدو ضبابية وكأنما تحاول اللحاق بها ، الليلة الماضية عدت للرياض متأخرة بعد افطار عائلي، في طريق السفر وفي محاولة استغلال أوقات الصمت داخل السيارة قررت أن استمع إلى كتاب صوتيّ بالخلفية ولعله جعل نوبة النعاس التي كانت من البداية اشعر بها تتضاعف، لا اتذكر الطريق ولا المارة كل ما اتذكره في هذه اللحظة هو طعم الإفطار ولحضة وصولي لشقتي الساعة ٣ فجرًا عندما استلقيت على سريري للتخطيط لليوم القادم ( أول عمل في رمضان ) .

صباح يوم الأحد استيقضت باكرًا الساعة الـ ١٠ صباحًا وعلى خطين متوازيين بدأت مهام المنزل في التنظيف وتغسيل الملابس وبنفس اداء هذه المهام بدأت مهام العمل على مدار ٥ ساعات متواصلة احاول انهي نصّ من شدة عملي عليه الأيام الماضية بدأت بكراهية عمليّ عليه لكن هذه ديمومة الحياة ليس بالضرورة دائمًا أن تحب ما تعمل قليل من الجهد والكثير من اقحام رغبتك بالاستمتاع بالكتابة حتى وإن كانت عكس ذلك كافي للمواصلة .
اعتقد حينها لولا تخطيطي للذهاب للركض عند الساعة ٤ عصرًا لما خرجت من شقتي وواصلت العمل حتى ساعات متأخرة ( هذه الخصلة سيئة فيني تجعلنني اتناسى حقيّ احيانًا بأخد وقت مستقطع بين ساعات العمل أو الدراسة )
خرجت الساعة الرابعة كما هو مخطط في ذهني، لكن على ما يبدو أن فكرة الخروج في فترة العصر في ايام منتصف الأسبوع وفي رمضان تحديدًا بمثابة عمل انتحاري وكأنك داخل مارثون مليء بالغاضبين والمنهكين بالطرقات . هذه المشاعر تبدو جديدة عليّ فطوال بقائي بالرياض الـ ٩ سنوات الماضية هذه سنتي الأولى في القيادة، المضحك بهذا الشأن أنني انسان قليل الانفعال أو انفعالي دائمًا يأتي ويخزن في داخلي ولا يخرج للخارج ومن هذا المنطلق ومنذ بدايتي بقيادة السيارة لم استخدم "البوري" إلا مرات قليلة تعد على الأصابع وحتى في المرات القليلة هذه ولأن السيارة جديدة "فالبوري" لا يستجيب لضغطاتي ، واضطر ان اضغطه مره اخرى بعد مرور دقيقة من الحدث الذي يتطلب ضغطي عليه . فاليوم قررت أن لا استعمله وبشكل لا شعوري رفعت يدي وكأنها تلويحة هايل هتلر على من ألتف على حقي في الطريق . لم ينتبه لي احد وقتها عداي عندما حاولت استرجاع الموقف انتابتني نوبة ضحك خرقاء في وسط زحام الرياض .

وصلت لمسار الركض انهيت 5 كلم ، بما يقارب النصف ساعة، افطرت وصليت بجانب سيارتي

وتوجهت للمنزل للتجهيز لصلاة التروايح اخترت مسجدًا محددًا بعدها وفي منتصف الطريق غيرت وجهتي وصليت بالمسجد المقارب لمكان لعمل ، انهيت الصلاة وتوجهت للمكتب

كان هذا اليوم مخطط له بعناية وكأنه مرسوم بمسطرة وفرجار وكل أدوات الهندسة الدقيقة لكن عندنا وصلت الساعة الواحدة ليلاً وفي مواصلة عمليّ على نصين بالتوازي في مكتب العمل شعرت بنوبة بكاء وانهاك عارمة وسقطت مهمتي الأخيرة لهذا اليوم بأنني اذهب للنادي كونه قارب على الإغلاق ، كنت في قرارتي نفسي احتاج أن اذهب للنادي بشكل ملح إلا أن الأمور لما تسر كما اريد واخطط على الدوام. أتمنى أن هذه الضبابية تبدأ بالتخفف عليّ في الأيام القادمة بشكل يضمن قدرًا كبيرًا من الموازنة بين العمل والحركة ورمضان وروحانيته التي أحب .
كابوس عن ضياع عمل دام اسبوعين ونصف
خامس يوم رمضان يا سرع الدنيا
أهلاً مجددًا .. اليومين الماضية استيقضت مفزوعة بسبب تفكيري بالعمل أو ربما لأنني اعتزلت مواقع التواصل الاجتماعية واصبحت بشكل خاطئ وغريب ومريب جدًا اتصفح الإيميل قبل النوم ( عجزت ان افسر هذا السوك العبيط ) لكنه بشكل لا واعي حل محل انستقرام وحول أحلامي التي كانت ساذجة ومليئة بالضحك لهذا الشكل المفزع عافانا الله منه 😂
على العموم يبدو أن الأيام الماضية سرقتني عن التدوين، وكنت في محاولات وعثرات لضبط توزيع ساعات العمل، والركض، والنادي ، والعبادة في وقت واحد
دائمًا أعبر أن أي شيء ترغب بأن تجعله عادة لابد أن يبدأ بقناعة راسخة بأنه فعلاً أولويّة ولها تأثيرها طويل وقصير المدى عليك
فالأيام الماضية كانت صلاة التراويح والعمل هي في قمة هرم الأولويات والنادي والركض هي بذات الأهمية لكن كنت اجد صعوبة بترتيبها بجدول يومي.
اتخذت فكرة الركض قبل الإفطار لكن الركض في مكان خارج الحيّ هو ضياع وقت في الزحام المروي، حاولت أن اجعل النادي بعد العمل عند الساعة ١ ليلاً ووجدت ان العمل يسرقني حتى اصل لمرحلة الانهاك ثم تقفل ابواب النادي . حاولت أن اجعل النادي قبل الإفطار إلا أن عضلاتي تكون في اسوأ ادائها وتحتاج وجبة مسبقة ولو خفيفة قبل التمرين .
فالبارحة لعليّ وصلت لخلطة جيدة على الرغم من أنني كنت اشعر في داخلها وكأنني في حلبة سباق إلا أنها كانت الأفضل . وربما بعد الاعتياد عليها قد يتخفف معدل سرعتها أو اتماشي انا معها .
وهي كالتالي
ساعات العمل النهارية - تكون من الساعة الـ ١١ص - ٥م
الركض قبل الإفطار بنصف ساعة بمعدل ٤-٥ كلم في حديقة الحيّ أو أقرب ممشى انهيها بإفطار خفيف مع كوب قهوة
النادي يكون مباشرة بعد الركض( تنازلت عن فكرة الذهاب للنادي يوميًّا للأسف وقللتها إلى ٣ أيام على الأقل ) -> للأسف تراجع مستوى العضل عندي وفقدت كيلو من وزني عندما قستها هذا اليوم

صلاة التراويح وقراءة الورد اليومي عزمت أنها لا بد أن تكون في مسجد قريب من النادي بمعدل مشوار طريق لا يتجاوز ١٠ د . وكان خيار هذا اليوم مسجد الراجحي ولحسن الحظ كان اليوم ممطر 🌧


ساعات العمل الليلية - حددت أنها تكون من الساعة ٩:٣٠ م - ٢ صباحًا

توصيات على الطاير
حتى اليوم صليت بثلاث مساجد بديعة 📍: مسجد البابطين ، مسجد الراجحي ، مسجد المهيني
أفضل وجبة إفطار هي ساندوتيش 🥪 بثلاث بيضات 🍳مع سلطات خضراء 🥗 أو حليب بروتين 🥛 ( تعويض عن فقدان عضلي 😞 )


لا تمشِ بممشى بل امش بحارتكم ❤️: أنا أنسان احب التأمل بأحوال الناس ركضتي الأخيرة كانت داخل الحيّ ومشاهد الناس قبيل الفطور ساحرة ؛ عادة الصينية النقصة لبيت الجيران، صوت ادوات الطبخ من شبابيك المطابخ المنزلية، ريحة الشوربة ( واللي جعلتني اشتاق لأكل والدتي وجدتي ) ، مشهد الرجل الطاعن بالسن بكامل اناقته وكرسيه الصغير أمام المنزل متحضرًا لسماع صوت آذان المغرب ، والأب وأبنه الصغير المعتادين على عادة المشي قبل الإفطار
بالنهاية يبدو أنني رسمت جدول مخطط بمسطرة دقيقة للغاية لا أعلم أن انفلت يومًا ما منيّ ورغبت بإيقاف كل شيء والاستلقاء على السرير فحسب .أم انني سأواصل عليه فاللهم الصلابة والبركة في الوقت والجهد
الخلا والفلاء والأهل

عاشر يوم رمضان ، طالت مدة الانقطاع عن التدوين، الأيام تسير بعجل مُفرط لا ادري كيف ألتقط أنفاسي خاصة أيام منتصف الأسبوع ، تسع سنوات ( يالها من عمر مديد ) بقيت فيه بالرياض منفردة يغلبني شعور مرات بأنني آلفت البعاد واصبح هو مشكل من مشكلات شخصيتي لكن وبشكل عشوائي تداهمني بعض الأيام التي تقلب كل موازيني بشكل لا اتحمل وطأتها ولا صوت الهدوء فيها أول مره داهمني هذا الشعور كنت في عمر ١٩ أول سنة جامعة في غرفة السكن التي لا يتجاوز حجمها ٢X٢ , عزمت امري وقتها للهرب من هذا الشعور، بالمصادفة كانت هذه المرة هي اول مره اخرج فيها خارج اسوار السكن الجامعي ولأنني اريد ان اسمع صوت غير صوت افكاري فاخترت وجهتي ان تكون احدى المولات ( التي اصبحت اليوم اكره ذهابي لها بسبب شدة الصخب لدرجة شعوري بالدوار ) اذكر هذا اليوم بكل تفاصيله جلست في احد المقاهي المطلة على بهو المول وتعتبر ممر رئيسي للمتسوقين ، جلست لما يقارب الساعتين ، كان معي كتاب مزرعة الحيوان انهيته بجلسة واحدة ثم عدت للسكن الجامعي .
مقدمة تدوينة طويلة إلا أنها الشعور الذي خالجني في لحظة الكتابة .

اكتب هذه التدوينة في منتصف مقهى يكتض بالغرباء توجهت له بعد انتهاء تمريني وركضي وانهاء التزامات من هنا وهناك الحمدلله ، تعويض عن كارثة البارحة ههههههههه ، وعلى ما يبدو ان البارحة هي من الأيام القليلة التي عبرت فيها بالبداية بأنني لا اتحمل وطأتها واعجز عن فهمها استيقضت البارحة مبكرًا لا اقوى على مغادرة سريري عقلي في لحظات كثيرة كان يريد التوقف والهرب من الالتزامات لكن اجبرت نفسي على العمل مضى الوقت وافطرت ثم بشكل عبييط جدًا طلبت حلى تتجاوز سعراته الـ ١٥٠٠ سعرة أكلته حتى شعرت بالتخمة ، لم اذهب للنادي ولم اتخالط مع اي احد هؤلاء الأحد بطبيعة الحال هم الغرباء في النادي وعاملة المطعم الصحي التي اتردد عليها كل يوم وتشاركني نفس العبارة كل يوم how are you mum , have a nice day ، استلقيت على السرير بعد الساعة ٢ ، وفتحت بشكل عشوائي اغبأ واسخف الأعمال التلفزيونية ، ثم فتحت رواية وانهيتها كاملةً وصلت الساعة الرابعة فجرًا هذه مرتي الأولى في المبالغة في السهر هذا الشهر .
كرهت هذا اليوم وكرهت هذا العدد الغير مبرر من السلوكيات الخاطئة مالذي يصيب الإنسان ليفعل كل هذا ! عجزت أن افهم المبررات .
لا علينا ..
الأيام السابقة كنت عائدة لبيت الأهل في كنف أمي وأبي وكانت الأيام تسير بهدوء وسكينة لا متناهية ، أكلت بها عدد وفير من أكلات طبخ جدتي وأمي عوضًا عن ساندويتش البيض اليومية في الرياض 😂 ، صليت في مساجد الحارة البسيطة وعلى يومين متتالية كانوا بصحبتي اخواتي الأصغر سنًّا مني بأكثر من ١٥ سنة

خالجني وقتها شعور غريب في ركعات التراويح وانا واقفة وعلى يميني اختيّ الصغيرتين على يومين متتالية لحظة صغيرة إلا انها استدعت شريط طفولتهم أمام عيناي اذكر تفاصيل ولادتهم اذكر بكاؤهم الطفولي، اذكر لعبي معهم ، اذكر كيف أن واحدة من اخواتي الصغار والتي منذ طفولتها وهي تتمتع بنوم خفيف والكثير من اليقضة الذهنية في ايام نهاية الاسبوع عندما اعود لهم واسيقض باكرًا بسبب ساعتي البيولوجية كانت تتحسس حركتي وتستيقظ على عجالة وتأتي لي لنفطر سويًّا ونتبادل الكثير من الأحاديث التي احاول جاهدة أن انزل فيها لمستوى اهتمامتها الطفولية.
يوم السبت وقبل العودة للرياض

اخترنا أن يكون هذا اليوم مختلف توجهنا لمكان بظني انه مكان سريّ تجتمع فيه الصحراء واطلالة إحدى المزارع بالإضافة انه لا يتطلب دخول سيارة ( وتطعيسها) فاستطاعت ان اوقف سيارتي على طرف الطريق وننزل بأقدامنا للنفوذ ، أنا وأمي ، افطرنا سويّا شهدنا على الغروب صلينا التراويح ، قرأنا وردنا

وكانت هذه الليلة ساحرة على الرغم من بساطتها إلا أنها كانت تتسم بالسكينة التامة .. السكينة التي جعلتني اتحمل وطأة طريق السفر عودةً للرياض والعمل .
لا أدري متى سأعاود الكتابة لكن يبدو أن الكتابة هو وسيلة جيدة لاستشعار المشاعر واستحضار الذاكرة .مضت أربع أيام واستطعت أن اكتب كل هذا
